هل تعرفون أن خلافة راشدة على منهاج النبوة قامت في إفريقيا في أواخر القرن (19) واستمرت إلى القرن الـ (20) حتى أسقطها الإنجليز سنة (1903م)، بعد أن حكمت (100) عام، وقد عاش الناس خلالها قرنًا يشبه القرن الأول بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم، في حكم مثل حكم خلفائه الراشدين؟!
وقد عرفت باسم "مملكة سوكوتو الإسلامية"، وكان مقرها بلاد الهوسا "نيجيريا"، وكان خليفتها هو الإمام الرباني العالم "عثمان بن فودي".
وكانت دولته تلك دولة ضخمة، مساحتها تقريباً (١٥٠) ألف ميل، وتضم (30) ولاية، وسكانها قرابة عشرين مليونًاً !!
وكان من آثارها:
١. القضاء على الوثنية من البحر الأحمر إلى المحيط الأطلسي، وهذا إنجاز ضخم جداً.
٢. أعادت كثيراً من الناس إلى حظيرة الشرع والالتزام بالإسلام قولاً وعملاً واعتقاداً، وقضت على كثير من البدع.
٣. أنشأت دولة قوية مترامية الأطراف يهابها أعداء الإسلام، واستمرت شامخة (100) عام من (1803-1903)، ووضع لها دستوراً محكماً قوياً.
٤. أنتجت نتاجاً ثقافياً ضخماً، فقد ترك خليفتها الشيخ عثمان فودي وحده (140) مؤلفاً تقريباً في الجوانب العقدية والسياسية والاقتصادية والفقهية وغيرها، وتخرج على يديه (100) عالم
مجتهد في المذهب المالكي، وهذا منه عمل عظيم على كثرة مشاغله وتشعب اهتماماته.
٥. ضبط مسألة الغلو في التكفير، وقد ألف هذا الخليفة خمسين مؤلفاً تقريباً في الرد على من ذهب إلى التكفير بالمعصية.